لسم الله الرحمن الرحيم

 

ما زلت بعون الله وتوفيقه أحاول مواصلة إصدار أجزاء هذه السلسلة التي أردتها منذ البداية أن تكون مجالا يتيح لي أن أعرب عن مدى الوفاء والعرفان لثلة من الأعلام الذين عرفتهم، سواء في المغرب أو المشرق، والذين غالباً ما كانت لقاآت تكريمهم أو تأبينهم أو إحياء ذكرياتهم، مناسبة لتقديم كلمة في حقهم، تكون شهادة على ما لهم في نفسي من محبة وتقدير.

فبعد أن نشرت جزءين في فترة سابقة، ها أنا أسعد اليوم بإخراج جزء ثالث يتضمن عروضاً - محررة ومرتجلة - كنت ألقيتها في مثل تلكم اللقاآت، معربة عما أكن لفئة أخرى من العلماء والأدباء والفنانين، ربطتني بهم أواصر مودة وإكبار.

وإني لأود في هذه المقدمة أن أستسمح القارئ الكريم المتتبع لهذه السلسلة، فأبادر بالإشارة إلى ملاحظتين اثنتين، لا شك أنهما أثارتا أو تثيران انتباهه:

الأولى: أني لم أدرج في هذا الجزء أعلاماً كنت وعدت في ظهر غلاف الجزء الثاني أنهم سيَكونون في الثالث. والسبب أني ارتأيت أن أفرد بعضهم بسفر خاص، نظراً للمادة الغزيرة التي توافرت لي عنهم، في وقت وجدت أن مادة آخرين لم تكتمل عندي وفق ما أريد.

الثانية: أني في الجزءين الأول والثاني كنت اعتمدت محاور موضوعية معينة وزعت داخلها العروض والكلمات، وهي:

1 -     تقدير وتكريم

2 -     وفاء وعرفان

3 -     تنويه وتعقيب

أما في هذا الجزء الثالث، فقد بدا لي أن أسلك الترتيب التاريخي للمناسبات التي قدمت فيها هذه العروض والكلمات.

مهما يكن هذا التقسيم أو ذاك وما له من أثر على منهج السلسلة، فإن الهدف يبقى واحداً هو التعريف بشخصيات بارزة في مجالها، من خلال منظور موضوعي وذاتي تقتضيه طبيعة تلكم المناسبات. وما أظن هذه الطبيعة إلا متيحة بعض الحرية في الاختيار من جزء لآخر في السلسلة، بعيداً - ولو قليلاً - عن الصرامة المنهجية التي تستوجبها البحوث العلمية والدراسات الجامعية.

وأملي كبير أن يجد القراء المعتنون في هذا السفر - كما فيما سبقه -بعض ما يشبع رغبتهم في الاطلاع على ملامح من حياة أعـلام عرفتهم لهم حضور متميز في مختلف مجالات الفكر والثقافة.

والله من وراء القصد.                                                                                                                                                                                                  

الرباط في 5 ذي الحجة 1430